يا بحر جئتك حائر الوجدان
اشكو جفاء الدهر للانسان
يا بحر خاصمنى الزمان و اننى
ما عدت اعرف فى الحياة مكانى
كم عانقتنى فى رمالك انجم
كم امسكت عند الحديث لسانى
كم عاش قلبى فى سمائك راهبا
يشفى جراح القلب بالالحان
و اليوم جئتك و الهموم كانها
شبح يطارد مهجتى و كيانى
و صرت فى بحر الحياة سفينة
الموج يبعدها عن الشطئان
فالناس تشرب فى الدروب دموعها
و الدرب مل مرارة الاحزان
و الزهر فى كل الحدائق يشتكى
ظلم الخريف و جفوة الاغصان
و الطفل فى برد المدينة حائر
مازال يبحث عن زمان حانى
و مآذن الصلوات تبكى حسرة
جهل الامام حقيقة الايمان
زمن يعربد فى الامانى كلها
ما اتعس الدنيا بغير امانى
يا بحر اسكرنى الزمان بخمرة
مغشوشة عصفت بكل كيانى
كم خادعتنى فى الظلام ظلالها
كم داعبت بالامنيات لسانى
ما كنت احسب ذات يوم اننى
ساصير اغنية بغير معانى
ما كنت احسب ذات يوم اننى
ساصير انسان بلا انسان